الأيدي الصغيرة تبني أحيانا

حاول الأطفال تغيير مدرستهم فأكتشفوا أنهم يغيرون أنفسهم كذلك، و ما ظنه البعض مستحيلا‘ حققوه بشء من الصبر و كثير من الجهد، مدعومين بإرادة من فولاذ و حب مدرسهم الرائع الذي أكتشف أن هؤلاء الأطفال أصحاب الأيدي الصغيرة و القلوب الكبيرة يستطيعون أن يبنوا، ليس فقط أنفسهم و مدرستهم، و لكن إيضا مدينتهم التي أصبحت رائعة بأيديهم الصغيرة

تبدأ الحكاية بصورة لطابور المدرسة  في أحد القرى الفقيرة في فصل الشتاء و الأطفال يشعرون بالبرد و يتحركون ببطء و في جانب من الحوش بقف الأستاذ عطية يلوح بعصاه في إنتظار التلميذ ذو الحظ السئ الذي سيقوم بضربه…..و تأتي الضربة من نصيب حسن الطالب الفقير المتفوق….و نبدأ بالتعرف على أبطال هذه القصة “حسن” و “ملاك” و “سناء”…… ثم نتعرف على الأستاذ “خالد””الأخصائي النفسي و  الأجتماعي الذي يقرر مناقشة الناظر و الأستاذ عطية في أسالبيهم العنيفة مع الطلبة…… و أخيرا نتعرف  على الأستاذة حنان الأخصائية النفسية و الأجتماعية التي تعمل في المدرسة منذ فترة و فقدت الأمل في التغيير1

و يقرر الأستاذ خالد أن الطريقة الوحيدة التي يستطيع بيها الرد على الناظر و الأستاذ عطية هو إعادة تفعيل دور إتحاد الطلبة……و قام حسن و سناء  بترشيح نفسهم و أصبح ملاك هو المسؤول عن الدعاية الأنتخابية

2

و لكن مع أول محاولة يفشل الأصدقاء حيث تقرر الإدارة بتعيين إبناء الأساتذة في إتحاد الطلبة للسيطرة على المدرسة …و يشعر الأطفال بالإحباط الشديد

3

  و لكن الأستاذ خالد يرفض أن يستسلموا و يخيرهم بين أن يكونوا ك”الديك الذي يطير لأنه تمرن وحاول” أو أن يكونوا  ك”النسر الذي يعيش كالدجاجة فقط لأنه لم يحاول” و يختار الأصدقاء أن يحاولوا و يشتكوا للإدارة التعليمية و بعد التحقيق يعود الأمل مرة أخرى و يؤدي هذا الأمل إلى فوزهم بالإنتخابات……و بدأت أول خطوات التغييرحتى قبل الفوز بالأنتخابات و بدأوا بالإذاعة المدرسية الذي حولوها من مجرد أنشايد و أخبار لشئ فعال أكثر يشبه برامج التلفازالحوارية…و أختاروا سناء لتقوم بدور المذيعة و بدأوا بإستضافة أستاذ خالد و يسلط الكاتب الضوء على شخصية سناء و كبريائها رغم فقرها الشديد خلال عدة مواقف مختلفة

4

و بعد فوز الأنتخابات يبدأ الأصدقاء في فتح جميع غرف الأنشطة و لكن تبدأ المشاكل بملاحقتهم …و لكنهم يستطيعون بالتعاون و الذكاء التغلب عليها جميعا

5

و على هامش الأحداث نتعرف على عم عويس والد “سناء” الذي يقرر أن وقت الجهل انتهى و حان وقت التعليم و بدأ رغم سنه في التعلم على يد الأستاذة حنان و لكن القصة لم تتوقف عند هذا الحلد، فالعم عويس وجد أخيرا حلا لمشكلة القمامة الملقاة أمام باب المدرسة ، فلم يتخلص منها فقط بل حول القمامة إلى مشروع إستطاع أن يكسب منه الأموال

6

و لكن أحلام الصغار لم تتوقف عند هذا الحد بل كلما حققوا هدفا بحثوا عن هدف أخر أكبر ، فأرادت سناء أن تستضيف وزير التربية و التعليم في المدرسة و فعلت ، و أرادوا أن يوكلوا من ينوب عنهم في مجلس الشعب و فعلوا……و يشرح الكاتب بطريقة مبسطة و ضمن السياق كثيرا من المفاهيم و المسطلحات المستخدمة في الإنتخابات

7

الكتاب شيق و يستدعي الإهتمام و قد أعجبت بشدة بقصة العم عويس …و أن كان لي عدد من الملاحظات أولا أن حسن و ملاك لم يحظوا بنفس الإهتمام في الوصف و المواقف مثل سناء، فكل الذي نعرفه عن حسن أنه متفوق و  فقير …و أن ملاك أغنى و أباه يعمل في مجال الكمبيوتر……. ثانيا أن كل الخطوات التي أتخذها الأصدقاء كبيرة و صعبة في تحققيها على أرض الواقع ، كنت أتمنى أن يستطيع الأطفال التغيير بأشياء صغيرة يسهل على أي طفل عملها……و أخيرا كنت أتمنى أن يلقي الكاتب الضوء على أطفال أخريين بدأوا بالتغير و التحسن مع الأوضاع الجديدة……

الكتاب تأليف أحمد العباسي و رسوم د. عمرو طلعت و إصدار نهضة مصر لعام 2016…….الكاتب عمل في عدد من المجلات مثل مجلة علاء الدين و مجلة نونة و لؤلؤ و توووت و قرناس و ألف العديد من الكتب منها : سلسلة” بنسة الميكانيكي” و “الأطفال يحكمون العالم” و” ثمن  “الحرية……….من إصدارات نهضة مصر إيضا كتاب طيري يا طيارةوسابق يعرف دواءه

aydy

2 thoughts on “الأيدي الصغيرة تبني أحيانا

Leave a comment